تعرف مدينة تلمسان بأنها أهم الفضاءات الثقافية بالولاية وأنشطها بفعل كثرة هياكل الشباب والثقافة التي تجاوزات الـ60 دارا للشباب وقرابة 100 ملعب رياضي ما بين بلدي وجواري بالأحياء والمداشر إضافة إلى أكثر من 50 مركبا ثقافيا لكن من يقف على حقيقة هذه المركبات يندهش ويكتشف أنها مراكز بعيدة عن استقطاب الشباب بفعل عدم تطابق نشاطاتها مع طموح الشباب من جهة والإهمال الذي تعانيه هذه المراكز من جهة أخرى، هذا وقد أشارت المعطيات الأولية التي قدمتها مديرية الشباب والرياضة أن نشاطات دور الشباب صارت لا تستقطب إلا فئة الأطفال الذين سرعان ما يقاطعونها بمجرد بلوغهم سن الشباب.
هذا وخلال محاولة لتشريح واقع قطاع الشباب بالولاية كشفت الإحصائيات التي قدمتها مصالح مديرية التشغيل أن 70% من الشباب مندمج في إطار عقود ما قبل التشغيل لكن أغلب الشباب لا يعرف التعامل خلال فترة الراحة مع الفضاءات الثقافية والرياضية حيث تحولت أغلب الشوارع ومراكز الراحة في المدن إلى مواقف للسيارات، من ناحية أخرى نجد بعض الفضاءات التي خصصتها الدولة لإقامة بعض الرياضات على غرار الكرة الحديدية تم استغلالها سواء من قبل التجار الفوضويين أو أصحاب مواقف السيارات وهو ما جعل الشباب بالولاية مخيرا ما بين التسكع في الشوارع أو الجلوس في المقاهي ، ورغم ما استفادت منه ولاية تلمسان خلال احتضانها لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية من منشآت ثقافية ورياضية كان ينتظر منها إعطاء دفع أولي للشباب لتخطي عتبة الاجرام التي عرف منحاها ارتفاعا كبيرا في بعض مناطق الولاية خاصة المناطق الحدودية التي احتضن التهريب فيها نسبة كبيرة من الشباب، ازداد الأمر خطورة مع ارتفاع النسبة الكبيرة للمخدرات ،التي صارت تغري الشباب جريا وراء الكسب السهل، وأكثر من هذا فقد ساهم تسامح المؤسسات مع الشباب العامل ضمن برامج عقود ما قبل التشغيل في رفع نسبة حركية الشباب في الشوارع والمقاهي وحتى النشاطات التي تقيمها مديرية الثقافة سواء من قبل دار الثقافة عبد القادر علولة أو قصر الثقافة عبد الكريم دالي صارت لا تستقطب الشباب رغم ما تقدمه من نشاطات ثقافية هامة وذلك لأن الشباب قد تولدت له علاقة وطيدة ما بينه وبين المقهى الذي يقاسمه فيه شلة من أصدقائه، أو في بعض أركان الشوارع التي تحولت إلى مراكز لتجمع شباب الحي للدردشة، وفي هذا الصدد أشار أحد المختصين النفسانيين بمديرية الشباب والرياضة أن عدم قدرة دور الشباب على استقطاب جيل 2014 يرجع إلى فقدان الثقة ما بين إدارة هذه المؤسسات والشاب وعدم تقديم نشاطات تتلاءم مع طموح الشاب وهو ما يجعله يقاطع هذه الفضاءات ويأخذ عنها نظرة مسبقة بأنها مضيعة للوقت وهو ما يجعل المسؤولين عن هذه القطاعات مطالبين بضرورة مراجعة البرامج المقدمة في هذه المنشآت لضمان استقطابها للشباب والقضاء على التنافر الموجود ما بين الشاب وهذه المراكز التي أنشأت خصيصا للتكفل به.
أكثر من 50 مركبا ثقافيا بتلمسان
الشباب يختار المقاهي ..
تلمسان : محمد ب
شوهد:1237 مرة